الشمس تشرق
من دمه
السائح في تفاصيل
الشوارع المرتعشة غضبا
جثته المسجاة
على الثرى
علقت بشرفتها الباسقة بسمة
تداري بريقها
غيمة الذهول
جسد الشهيد
و هو يرفل في قميص موته الناصع
يشير بأصبعه المرتعش
لشجرة الموت
للعشب الطالع على ساعده
للطيور التائهة
في رمل هواجسه
للضوء المقيم في كلامه
أجندة الموت،
من دس بين سطورها
حروف أسامينا
لحظة تخضبت أصابعنا لعرس الحياة
و من في هجير الظلمة
ينادي بأسماء أحبتنا
و يختفي في أعالي الصمت
مثل وهم شديد البياض
مثل سيف
مثل نصل
صقلت أفكاره الحمراء
أعناق الأبرياء
في مقاصل التاريخ
في خنادق الحروب
في ساحات الحرية الفسيحة
المذيع المجنون يهذي فوق دمه
و العيون الشاخصة في كل بيت
تبحث عن الحقيقة في الجروح الفاغرة فاها في وجه
القاتل،
المجرم،
الظالم،
القاسي،
الصامت،
فيما قميص الشهيد الأسود
لم يزل سخيا
...............
لم يزل يستضيف رصاصة الحرية